Admin Admin
عدد المساهمات : 122 نقاط : 420 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/12/2010
| موضوع: موضوع: الحج وآثاره في زيادة الإيمان الإثنين يناير 24, 2011 8:03 am | |
| موضوع: الحج وآثاره في زيادة الإيمان الحمد لله الذى وسع سمعه الأصوات .
والصلاة والسلام على رسوله الذى بعثه بالهدى ودين الحق .. وبعد : فإن الحج ركن من أركان الإسلام يجب على كل مستطيع له من المسلمين المكلفين لقوله تعالى : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " . ومناسكه التى شرعها الله لها أثر بالغ فى زيادة الإيمان ؛ فإن الإيمان يزيد بالطاعات والصالحات وينقص بالمعاصى والسيئات . ولذلك فإنه ينبغى على المسلم - من حج ومن لم يحج - أن يتدبر ثم يعتبر ليجنى الثمرة ؛ زيادة فى الإيمان !! . وقوة فى اليقين !!
الإحرام :
ما بال الرجل يحرم فى رداء وإزار ، ويتجرد من المخيط ؟! إن ملابس الإحرام شبيه بملابس الكفن ! فهى تذكرنا بموتنا حتى نكون أكثر استعداداً له . وتذكرنا ببعثنا حفاة عراة ! لا رداء .. لا إزار .. لا كفن ! وتذكرنا بنعمة الله علينا " يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا " هذا فى الدنيا ، فإذا جاء يوم البعث وكنا عراة ! فما الذى يسترنا ؟ والجواب فى قول ربنا : " وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ " . وكما نتجرد من المخيط فى إحرامنا فينبغى أن نتجرد لله فى أعمالنا فنجعلها خالصة لوجهه الكريم ، ولا نشرك بربنا أحداً ..
التلبية :
لفظها " لبيك اللهم لبيك .. " إلخ . ومعناها : ها أنا عبدك ! وأنا مقيم على طاعتك وأمرك ! غير خارج عن ذلك ، ولا شاردٍ عليك ! فهى اعتراف بالعبودية ، وإقرار بالطاعة ، وإذعان وخضوع . وقد كان المشركون يحجون ويلبون من قبلنا !! وفرق بين تلبية الموحدين وتلبية المشركين ! المؤمنون يقولون : " لبيك لا شريك لك " . والمشركون يقولون : " لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك " !!
الطواف بالبيت :
البيت بيت الله ، يطوف به الطائف فيتدبر ويتذكر أنه أول بيت وضع للناس - من دخله كان آمناً - جعله الله مثابة للناس وأمناً - رفع إبراهيم عليه السلام قواعده وإسماعيل - تهوى إليه الأفئدة ، وكلما رحلت عنه تمنت أن تعود إليه - قال عنه عبد المطلب : " للبيت رب يحميه " ! - بجواره كانت قريش تصد عن سبيل الله . كان المشركون يطوفون به عراة !! - من عنده انطلقت الدعوة إلى الله .
تقبيل الحجر الأسود :
الحجر الأسود حجر ! لا يضر ولا ينفع . تقبيله سنة ، وتعلق القلب به شرك ! والمزاحمة عليه معصية ! لم ينزل من الجنة ، ولم تسوده خطايا بنى آدم . فتدبر هذا فإنه من المواضع التى زلت فيها الأقدام ، وضلت فيها عقول ! إن تقبيل الحجر الأسود سنة لمن وصل إليه بغير مزاحمة ولا إيذاء ولا اختلاط وتقبيل غيره من الأحجار يفتح باباً إلى الشرك !! فالمؤمن يقبله وقلبه معلق بالله لا بالحجر !
الشرب من زمزم :
سنة بينها النبى صلى الله عليه وسلم . والمؤمن عندما يشرب منها لا يلتفت بقلبه إليها ، وإنما يرى فيها سبباً من الأسباب التى قدرها الله ، وهو يوقن دائماً بأن الله قادر على الشفاء بغيرها ، وعلى تأخير الشفاء عمن شربها !! وهو بعض معنى قوله تعالى : " وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ " فمن تعلق قلبه بربه ، فلم يلتفت إلى غيره فقد حقق التوحيد الذى هو حق الله على العبيد .
السعى بين الصفا والمروة :
يسعى الحاج والمعتمر بينهما فيتذكر ويتدبر ! عند الصفا بواد غير ذى زرع ترك إبراهيم عليه السلام زوجه وولده الرضيع طاعة لله ! ونحن لا نترك المعاصى ! وأطاعت الزوجة المؤمنة ربها ثم زوجها فى أمر قد يكون فيه الهلاك ! وبين الصفا والمروة سعت أم إسماعيل رضى الله عنها لعلها تجد ماءً لرضيعها الذى كاد أن يموت ! إنه الإيمان عندما تخالط بشاشته القلوب .
الوقوف بعرفة :
عرفة ركن الحج الأعظم ، وكل من حج وجب عليه أن يقف بها وإلا فلا حج له !واجتماع الحجيج فى عرفة يذكرنا بيوم الحشر " يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ " . ومن تذكر يوم الجمع كن أكثر استعداداً له ممن غفل عنه ! وفى يوم عرفة فى شدة الحر قد يجد الحاج مشقة أحياناً فى الحصول على ماء يشربه ثم يدركه فيتذكر قول ربنا : " وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) " وفى حجة الوداع وقف رجل على راحلته يلبى ، فسقط عنها فوقصته الناقة ( ضربته برجلها ) فمات !فقال صلى الله عليه وسلم : " كفنوه فى ثوبه ! ولا تخمروا رأسه ، ولا تمسوه طيباً ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً " !! مات وهو يلبى ، وبعث وهو يلبى !مات على طاعة ، وبعث على طاعة ! فإن مات على معصية ، وما أكثر الذين يموتون على معصية !إنها حقيقة غفل عنها الغافلون " لا ملجأ من الله إلا إليه " .
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام ، واجعل هذه الكلمات من الباقيات الصالحات .وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم | |
|